روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | مرْكِب السلايف غارت

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > مرْكِب السلايف غارت


  مرْكِب السلايف غارت
     عدد مرات المشاهدة: 2560        عدد مرات الإرسال: 0

مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت - هذا المثل الذى يعكس الوجه السيئ لكلمة الغيرة قد يتجاوز مجرد تصرفات عادية أو مألوفة ليصل إلى درجات من الخطورة ربما تتسبب فى مشاكل عميقة تصل أحيانا إلى قطع الأرحام، رغم أن تجنب تلك المشاكل ممكن كما يرى المتخصصون.

فالغيرة غالبا تظهر بين النساء فى العائلة الواحدة إذا ما كان هناك مجال للمقارنة أو المنافسة وأبرز صورها تكون بين السلايف -زوجات الأخوة- لأن كل منهن تسعى للتميز والسيطرة وامتلاك قلوب الآخرين وخاصة الحماة -أم الزوج- هذه الحقيقة العلمية يؤكدها د. أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس موضحا أن تنافس السلايف بين بعضهن البعض فى التباهى بما يملكن من أثاث وملابس أو موارد مالية وقد يصل أحيانا إلى الأولاد وتميزهم فى مظهرهم وتعليمهم وتربيتهم.

وبصورة إجمالية فإنه من المؤسف أن طريقة وأسلوب تربية البنات فى مرحلة ما قبل الزواج تقوم على تعميق مفاهيم وقيم الندية والتنافس والتحدى مما يزيدها إنتشارا فى نفوسهن فى المستقبل، ولا تختلف هذه القيم فى مصر عنها فى باقى العالم.

ويؤكد د. احمد يحيى أن أسلوب التنشئة يلعب دورا رئيسيا فى صياغة السلوك الإنسانى سلبا أو إيجابا فى علاقة الإنسان بالآخرين، ومن تهيئة البنت وتوعيتها بهذه القيم السلوكية التى ستتعرض لها فى مستقبلها، يضاف إلى هذا أن الفن والإعلام مسئول عن تعميق أو تهذيب أو رفض هذا السلوك الذى ينتشر بين الناس ذكورا أم إناثا لأن النماذج التى تقدم فى الفن كالمسلسلات والأفلام كثيرا ما تعمق هذا السلوك السلبي، ومن المؤسف أن بعض الأسر تقف بجوار بناتها ضد سلايفها حتى ولو كانت على خطأ دون توعية أو تبصير.

كما أن ثقافة -أشمعني- تسيطر على مجمل تفكير أفراد الأسرة وكذلك الزوجة وكأن الحياة تقوم على العناد والتحدي، وهنا يلعب الرجال دورا أساسيا فى غرس قيم القناعة والإشباع والرضا بما قسمه الله دون الوقوع فى براثن تلك السلوكيات التى قد تؤدى إلى دمار البيوت، وعندما يصدر هذا الشعور إلى الأولاد يصبح الصراع بين الأولاد جزءا مكملا لما بين الكبار.

ويؤكد د. إيهاب محمد عيد أستاذ الصحة العامة والطب النفسى السلوكى بجامعة عين شمس وجهة نظر د. يحيى مضيفا أنه يجب أن تكون زوجات الأخوة على وعى ودراية عالية حتى لا تتحول العلاقة بينهم إلى علاقة تنافسية، لأن العلاقة بينهن تعتمد على عدة عوامل أهمها المرجعية الدينية والمستوى الثقافى والإجتماعى.

وهناك بعض السلايف تعتمد على العلاقة التنافسية للإستحواذ على الحماة خاصة إذا كانت الحماة ذات شخصية قوية وحريصة على ألا تفقد ابنها وتصبح خارج نطاق السيطرة، فيحاولن التودد إليها بالتشبه بمظهرها أو مساعدتها فى الأعمال التى تقوم بها من أجل أن يسحبوا السجادة من تحت أقدام بعضهن البعض، خاصة فى المستوى الإجتماعى المنخفض، ولكن إذا إرتفع المستوى الإجتماعى والثقافى فيأخذ التودد إلى الحماة شكل المجاملات، وقد يتحول السلايف إلى سبب مهم من أسباب المشاكل العائلية ليس بسبب التنافس أو الغيرة ولكن بسبب تكتلهن، ففى حالة حدوث ظلم أو عدوانية عليهن ولاحظن سيطرة الأم فقد يصبحن يدا واحدة ويهددن بالإنفصال فتتحول الحياة إلى معركة ولكل واحدة أسلحتها فهن الزوجات وأمهات الأولاد.

و ينصح د. إيهاب النساء بالصبر ومحاولة أن تتقى الله فى الزوج ووالدته، فكثير من الزوجات كل ذنبهن هو أنها على فطرتها ولا تجد سبيلا للحصول على ما تريد سوى التحايل والمكر، والنتيجة ليس الحصول على ما تريد وإنما إثارة المشاكل التى يدفع ثمنها الأبناء ويعانون من التشتت بين زوجاتهم وأمهاتهم ويشعرون بالتمزق بين القوتين.

وأخيرا يؤكد د. إيهاب على التوازن فى هذه العلاقة حفاظا على سير الأمور فإذا إتسمت الحماة والزوجة بالحكمة فلن نجد أى مشكلة.

الكاتب: ولاء يوسف.

المصدر: الأهرام اليومى.